برنامج تمغربيت 2 : كل شيخ يموت هو بمثابة مكتبة تحترق”..

كريم شكري – k36.ma

الاعتزاز الهوياتي..المصالحة مع الذات..تثمين الموروث الثقافي…تلك كانت الإحالات البارزة التي أعطت لفقرات الحلقة الثانية من برنامج “تمغربيت” الذب يتفضل في إنجازه الدكتور عبد الرحيم العطري، نكهة الانتصار لذاتنا الثقافية في مقابل نبذ كل أشكال الانهزامية الهوياتية التي باتت تنكشف لدى الأجيال اللاحقة في مشهد جماعي لجلد الذات و تنزيه الآخر (الغرب نموذجا)..
و أحالنا الأستاذ العطري في معرض تفاعله مع ضيفتيه ضمن حلقة “شكون حنا” على مقولة مرجعية تختزل أصالة و ثراء ذاكرة جيل الرواد من منتجي قيم التكافل و الألفة و الأنفة و الاعتزاز و الشهامة، مقولة تعتبر لحظة الفقدان التي تنعي رحيل الآباء و الأجداد بمثابة ميتم يعلن سقوط عقد نفيس من سوار أصيل على مشارف الانقراض، مقولة تكسر جليد الكلام المباح لتزف لنا بأن” كل شيخ عجوز يموت هو بمثابة مكتبة تحترق”.,
ضيفتا البرنامج كانتا حريصتين على تعداد مناقب العديد من التعبيرات المجتمعية الوافدة من قعر النسب المغربي الموغل في القدم، تعبيرات و رموز و أذواق تجد مرجعا لها في القبيلة و الحارة و الدرب و الحومة، لكونها أوعية تنصهر فيها عناصر البيئة الفسيفسائية ل”تمغربيت”..
فما أحوجنا إلى العطر الفواح القادم من ذلك الوعاء المجتمعي الذي تنخرط فيه الحومة و الدوار في التربية و التنشئة دونما التقيد بمعيار القرابة، و كذا في التضامن لحظات النكبة..
فهل نعتبر جائحة كورونا بمثابة تيرموميتر نقيس به مدى استعداد لاشعورنا الجماعي للاسترشاد بقيم الأجداد خصوصا و أن فترة الحجر الصحي الشامل قد كشفت المعدن الأصيل للمغاربة؟؟..
على العموم شكرا أستاذنا المبجل عبد الرحيم العطري على وجبة اليوم، و امتنان موصول لصيفتيك الكريمتين على تامغرابيت ديالهم..




شاهد أيضا