عريبو حكيمة
مشروع عناية والحد من ظاهرة تشغيل الأطفال:
ظاهرة تشغيل الأطفال ظاهرة مشينة تغتصب حقوق الطفل وتحرمه من طفولته وتحمله مايفوق إمكانياته الجسدية. ولكون القوانين تمنع وتعاقب من يشغل الأطفال ومؤسسات الدولة تبدل مجهودات جمة للحد منها. وفي إطار إتفاقنا على ضرورة محاربة هاته الظاهرة، إنخرط المجتمع المدني في هاته المبادرة الوطنية، وعمل جاهدا في بلورة مجموعة من البرامج للمساهمة في الحد منها؛ مثل برنامج عناية موضوع الندوة التي نظمت بمدينة القنيطرة من طرف جمعية اليسر بشراكة مع وزارة الإدماج الإقتصادي والمقاولات الصغرى والتشغيل والكفاءات السبت الماضي، حيث عرفت مشاركة وتأطير كل من السيد وديع العيساوي نائب وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية بالقنيطرة، والسيد احمد الحروشي المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة، والأستاذة زينب الإدريسي المديرة الجهوية لوزارة الإدماج الإقتصادي والمقاولات الصغرى والتشغيل والكفاءات، والسيد محمد الركني ممثل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرباط_سلا_القنيطرة، ومجموعة من شخصيات المجتمع المدني والسلطات المحلية والمصالح الخارجية بمدينة القنيطرة.
فمشروع عناية يهدف إلى المساهمة في الحد من ظاهرة تشغيل الأطفال وتسطير مجموعة من أليات للتحسيس والمواكبة لإدماج هاته الفئة ضمن الخط السوي لسير المجتمع، والانضباط لسكة الصحيحة القادرة على إنتاج جيل مثقف وواعي يستطيع مسايرة والدفع بالوطن إلى الأمام.
ظاهرة تشغيل الأطفال نتفق أنها تقل تدريجيا في الآونة الأخيرة، لكن لا يمكن أن نختلف على أنها تتطور بأشكال وأساليب خطيرة في العديد من المدن كإستغلال الأطفال وتشغيلهم في التسول في شوارع المدن وأزقتها الراقية، وإشراكهم في عمليات النصب على المواطنين……، فكلما تطور المجتمع يصاحبه تطور العقل الإجرامي للإنسان. فالإعتماد على المقاربة الزجرية ليست حلا نهائيا ولا جدريا للموضوع خصوصا أن الدافع الأساسي في أغلب الحالات هو الفقر (إلا شفتي النملة فراس الشجرة عرف الغار فجدر). فالامور واضحة وجلية لا توجد ظاهرة تشغيل الطفال داخل الأسر الغنية والواعية داخل المجتمع.
فمحاربة الظاهرة يكون من إجثتات جدورها، أي تحسين الدخل الفردي للمواطن، ومحاربة ظاهرة البطالة، وتحسيس بأهمية تحديد النسل، وإجراء الخبرة النفسية كشرط أساسي للراغبين في تكوين أسرة، وتوعية الآباء والأمهات بأهمية تواجد الطفل داخل مؤسسات التعليم، لأن أغلبية الأسر رغم يسر الأمور المادية أصبحت مقتنعة بضرورة تشغيل الأطفال في سن مبكرة لضمان المستقبل. بدل ضياع الوقت (حسب منظورها) في أمور لا تظمن القوت اليومي للإنسان بعد الحصول على الشواهد التعليمية.
إذا حاربنا الظاهرة من الغار لن نكون فحاجة إلى التساؤل ما أسباب ظاهرة تشغيل الأطفال؟ ولربما أصبحنا أقل قلق من مدى إنتشار الظاهرة وتطورها، ولحافضنا على جمالية مدننا من هاته الممارسة في شوارع المدن، التي تعكس صور للمشاهد عن الواقع الكارثي لفئات المجتمع الهشة.

