عرض عسكري للجيش الجزائري: جنرالات شائخة وسلاح قديم يكشفان ضعف المنظومة!

 اوسار احمد – صحفي مهني

في مشهد قديم جديد، وتحت ضجيج الاحتفالات بذكرى السبعين لثورة التحرير، قدم الجيش الجزائري عرضًا عسكريًا جعل البعض يعيد التفكير في مفهوم “الضخامة” و”المهابة”. ففي حين وصفت السلطات العرض بأنه “استعراض للقوة” و”رسالة للعالم”، لم يكن العالم بحاجة إلى نظارات مكبرة لرؤية ما كان يدور: عربات عسكرية تعود لعصر الديناصورات، أبرزها عربة “شيلكا” السوفيتية التي يبدو أنها خرجت من المتحف لتشارك في هذه الفعالية!

المشهد كان بمثابة رحلة عبر الزمن، حيث بدت شوارع الجزائر وكأنها تجسد مسيرة عسكرية من الستينات، زمن كانت “شيلكا” تعد فيه قمة التكنولوجيا. نعم، “شيلكا”، تلك العربة التي تتحدى قوانين الزمن والتكنولوجيا الحديثة وتثبت أن الحديد لا يصدأ… إلا إذا قررت الجاذبية الأرضية غير ذلك.

المضحك المبكي هو أن هذا العرض كان بمثابة مهرجان للحنين إلى الماضي، ولكن على طريقتهم الخاصة. مذيع جزائري، ربما استلهم فصاحته من شعراء الملحميات، وصف تلك العربات القديمة بأنها “الأفضل والأقوى والأعتى”. عبارات تليق بمسابقة أسلحة قديمة على شرف “النوستالجيا” السوفيتية. المتابعون على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين لم يتمكنوا من كبح ضحكاتهم، تساءلوا عن واقع هذا الوصف مقارنة بالعتاد الذي يمكن العثور عليه اليوم في ورش الخردة العالمية.

لم يكن العرض مجرد فوضى في الحديد، بل أيضاً فرصة لتسليط الضوء على “الحرس القديم” من الجنرالات، الذين بدوا وكأنهم يقودون العرض بأنفسهم. هؤلاء الجنرالات، الذين ربما خدموا في الجيش منذ الأيام الأولى للاستقلال، يثيرون أسئلة متجددة حول متى سيتقاعدون، أو على الأقل يفسحون المجال لجيل جديد يتماشى مع التكنولوجيا العسكرية الحديثة، وليس تلك التي توقف زمنها عند الشراكة مع الاتحاد السوفيتي.

وبينما ينتظر البعض في الجزائر تحديثات لا تأتي، يتساءل المواطن العادي: أين تذهب ميزانية الجيش الضخمة؟ هل تُصرف على تطوير الأسلحة أم على “تطوير” نفوذ القادة العسكريين؟ يبدو أن العتاد القديم ليس وحده الذي يحتاج إلى التجديد، فالكواليس السياسية أيضاً تعج بالأسئلة حول مدى تأثير هذه المؤسسة العسكرية على مسار القرار السياسي في البلاد.

ذا كان العرض العسكري قد أراد إيصال رسالة، فقد وصلتنا بوضوح. الجيش الجزائري جيش عتيق يملك معدات تعود إلى حقبة الحرب الباردة، وقيادة لا تزال متمسكة بتقاليد الماضي. في الوقت الذي يتسابق فيه العالم نحو الابتكار والتكنولوجيا الحديثة، يبدو أن الجيش الجزائري يفضل العيش في “زمن المجد السوفيتي”.




شاهد أيضا