K36:الأخطبوط
رغم القرار الرسمي بمنع ذبح الأضاحي في عيد الأضحى 2025 نتيجة الجفاف وتراجع القطيع الوطني، أبى المغاربة إلا أن يحتفلوا، ولو بوسائل رمزية، حيث عرفت الأسواق والمحلات إقبالاً واسعاً على اقتناء “الدوارة” ومشتقاتها، في مشهد يعكس تشبثاً قوياً بطقوس العيد ودفئه الأسري.
فقد تحوّلت أحشاء الخروف من كبد وكرشة ورئة إلى بديل شعبي يعوّض “الخروف الغائب”، وعرفت أسعارها ارتفاعاً كبيراً، خاصة في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط، حيث تجاوز ثمن الكيلوغرام 120 درهماً.
المواطنون عبّروا عن حنينهم لروح العيد رغم غياب الأضاحي، مؤكدين أن الطقوس لا تختزل في الذبح وحده، بل في الاجتماع العائلي وروائح الشواء و”بولفاف”. من جهتهم، وجد الجزارون والمهنيون في هذا الإقبال فرصة لتعويض خسائر الأشهر الماضية، ولجأ البعض إلى استيراد أحشاء مجمدة أو ذبح رؤوس معدودة من الأبقار تحت رقابة بيطرية.
هكذا، شكّل عيد الأضحى 2025 لحظة استثنائية في تاريخ المغاربة، وامتحانًا لذاكرتهم الجماعية، حيث ظهرت “الدوارة” كرمز ثقافي بديل يُعيد للأعياد معناها العميق، ويفتح الباب أمام مراجعة مجتمعية هادئة لعلاقة الدين والعادات بالاستهلاك، في زمن الأزمات البيئية والاقتصادية.